نظمت كلية العلوم في جامعة البصرة محاضرة عن الافراط في المنظفات خطر يهدد الصحة والبيئة.
بينت التدريسية فادية مشتاق سليم في قسم البيئة من خلالها ان التنظيف والتطهير أمر ضروري لحماية صحتنا و للوقاية من الامراض المعدية وخاصة مع تفشي فيروس كورونا واوضحت الفرق بين ثلاث مصطلحات وهي: التنظيف العادي هو عملية ازالة الميكروبات والاوساخ والأتربة باستعمال المياه والصابون من على الأسطح، لكنه لا يقتل كل الجراثيم بل يقلل أعدادها ، اما غسل اليدين والجسم بالماء والصابون كفيل في ازالة الميكروبات، والتطهير هو عملية تدمير للميكروبات المسببة للأمراض ويزيل معظمها عن الأسطح. ، و التعقيم هو العملية التي تقضي على جميع الأشكال الجرثومية ويُطبق في الرعاية الصحية وان التعقيم يعد ضروري للأسطح الخشبية والمعدنية والزجاجية والهواتف المحمولة والأجهزة وبذلك يقلل نسب العدوى وإن كل هذه الإجراءات تأتي ضمن إطار العزل وعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة والحرص على عدم التواجد في أماكن مزدحمة.
واشارت ان حالة الهلع من تفشي الفيروس دفعت الناس لشراء كميات هائلة من المنظفات والمعقمات ، والتي يميل الكثير منا الى الافراط في استخدامها الى حد الهوس ظناً انها الطريقة المثلى للحفاظ على النظافة متجاهلين ما تسببه من أضرار على الصحة ، إذ تسبب مشاكل في التنفس والامراض الصدرية ،وبالأخص عند خلط المواد وتسبب المنظفات تهيج العيون وحكة وحساسية في الجلد و مشاكل في القلب والدماغ ، كما ان بعض المنظفات المنزلية تحوي مواد سامة مثل ثنائي ايثانول أمين ، وهذه المواد تؤثر على اعضاء الجسم كالكبد والكلى والطحال. ومن تأثيراتها على البيئة أن المنتجات العطرية الموجودة في المنظفات المنزلية تتفاعل مع الهواء الخارجي وتكون مادة الفورمالين أو الفورمالدهايد وهو مادة مسرطنة تكون جسيمات دقيقة جداً تتفاعل مع طبقة الأوزون ، كما أثبتت الدراسات ان تلوث الهواء داخل المنازل بالمواد الكيماوية الضارة يفوق تلوث الهواء خارج المنزل بنفس الكيماويات عشرات المرات . ان تلوث البيئة المائية بالمنظفات لا يعني الصابون العادي لأنه يتحلل في البيئة بسهولة وانما المنظفات غير الصابونية والتي تمتلك تراكيب مختلفة اذا ما تراكمت في المياه تسبب مشاكل منها الرغوة التي لا تتحلل بفعل البكتريا الا ببطء شديد وبالتالي تمنع عملية التبادل الغازي بين الهواء والماء ، و تزود المياه بكميات كبيرة من الفوسفات التي تسبب في النمو المفرط للنباتات والطحالب وبالتالي تتضرر الاحياء المائية ، كما تسبب تغير في الخصائص الفيزيائية للمياه وصعوبات في محطات التكرير.
واكدت ان هناك عدة طرق لتقليل أضرار المنظفات والمعقمات منها تهوية المنازل وفتح الابواب والشبابيك عند التنظيف والتعقيم, وعدم خلط اكثر من نوع من المنظفات لأن ذلك يسبب في حدوث تفاعلات كيميائية فيما بينها وتزيد نسبة اضرارها ، كما ينصح بالتنظيف قبل التطهير والتعقيم إن أمكن لتجنب حدوث تفاعلات كيميائية بين المعقمات والاوساخ والاتربة وتقل فعالية التعقيم ، وان استخدام المعقمات يكون عند الحاجة لأن الاكثار منها يسبب في قتل البكتريا المفيدة مع الضارة مع لبس الكمامات والقفازات عند استخدام المواد ذات الروائح القوية مثل الكلور والفلاش، ويجب خزن مواد التنظيف والتعقيم بشكل آمن وبعيدا عن متناول الاطفال ولا يخفى علينا انه بسبب تفشي الفيروس يجب تطهير الأسطح بشكل دوري في الاماكن العامة، اما في حالة الالتزام بالحجر المنزلي يجب التقليل من التعقيم قدر الامكان الا للضرورة والاكتفاء بالتنظيف.