جامعة البصرة تنظم محاضرة حول المناعة النفسية والصحة
تاريخ النشر:
2020-04-29 05:36:34
نظمت كلية العلوم في جامعة البصرة محاضرة عن (المناعة النفسية وآثارها على الصحة)
اوضح المحاضر التدريسي معتز حكمت عثمان إن هناك علاقة قوية بين الحالة النفسية وصحة الجسم فإن الإنسان المتشائم والذي يعاني من قلق دائم جراء الإصابة بمرض معين فإن جهاز المناعة لديه يبدأ بالضعف لذلك فإن كلما كانت للانسان طاقة إيجابية كانت مقاومته للمرض بشكل أفضل وفي بعض الأحيان تكون اهم العلاجات الفعالة للتغلب على المرض والأمراض المزمنة وحتى السرطانات التي تتطلب من المريض التعايش والصبر وقوة الإرادة وقد أكد الأطباء ان الحالة النفسية لاصحاب الأمراض المزمنة أو المستعصية تمثل أكثر من ٦٠ % من العلاج لان الجهاز العصبي يؤثر على الجهاز المناعي في الجسم وكلما كان الإنسان في حالة انفعال وشد عصبي مستمر كلما كانت صحته في تدهور وذلك بسبب تراجع نسبة الخلايا المسؤولة عن توفير الحماية للجسم من الإصابة بهذه الأمراض لذلك فإن الوضع الصحي والنفسي وجهان لعملة واحدة ويؤثر إحداهما على الآخر بالسلب والإيجاب حيث ان كل شعور سلبي يمكن أن يؤثر على عضو معين مثل تأثير العامل النفسي على الدماغ حيث يعمل على زيادة فرص الإصابة بالجلطات الدماغية وغيرها من الأمراض.
وبين المحاضر في الوقت الحالي إن العالم بأسره يعاني من فيروس كورونا لم يجد له علاج لحد الان فبالإضافة للتأثيرات الصحية له فإن أغلب الناس يعانون من توقف النشاطات الإجتماعية والجلوس في البيت لأنه فيروس لا يمكن القضاء عليه دون الانعزال في البيت لتجنب آثاره السلبية عليهم لكن هذا الخطر والجلوس داخل المنزل يمكن أن يؤدي إلى انفعالات نفسية خصوصا" في هذه الأيام نسمع الكثير من الحوادث المؤسفة فقد ازداد التوتر داخل الأسرة بالأخص التي كانت معتادة على الخروج والذهاب إلى ممارسة أعمالها وكذلك الأطفال الذين هم في حالة نشاط مستمر ويحتاجون للخروج واللعب لان الطفل لايمكنه كبت هذه الطاقة وبسبب عدم الاستيعاب للظروف المحيطة.
واوصت المحاضرة جملة من الامور ومنها التطمين المتوازن وهذا معناه ان يكون للطفل علاقة بسيطة مع ما يدور حوله من أحداث وليس اشراكه بكل أحداث المرض حتى لاينشغل فكره وتبدأ حالة الخوف تزداد لديه وكذلك يمكن أن يتواصل مع الاصدقاء عن طريق الانترنت بشكل مستمر وتحت إشراف الاهل وتخصيص وقت للقراءة اذا كان في مرحلة دراسية معينة وتشمل المطالعة الخارجية وقراءة القصص أو متابعة الدروس عن طريق الانترنت وكذلك تعليمه أساليب الوقاية بصورة بسيطة عن طريق التليفزيون والانترنت ويجب التركيز على آثار الحالة النفسية للطفل لانه اساس المجتمع واذا تربى في ظروف نفسية طبيعية يمكن أن ينشأ نشأة صحيحة وخالية من العقد والضغوط النفسية وهذا يترك أثر على المجتمع باسره وبالنسبة للانسان البالغ ممكن ان يكون مسلح بسلاحين لتقوية المناعة النفسية لديه وهي علاقته الوثيقة مع الله من خلال إيمانه الراسخ ان الله جل جلاله هو مدبر الأمور وهو الخالق الذي يجد حلول لاصعب المحن ولأن الإنسان المؤمن يجب أن يكون مطمئن في كل الحالات لان الله يكون بعون الإنسان وقد جعل لكل حدث حكمة لايعلمها الا هو والسلاح الثاني هو العلم والعقل المتفتح لان بدون هذا هذا العقل لا يستطيع الإنسان أن يعيش بصحة جيدة ولا يستطيع أن يتعايش مع المجتمع الذي هو على اتصال به ويجب عليه توخي الحذر فيما يسمع من اخبار تثير مشاعر الخوف والهلع لديه واتخاذ المعلومات الصحيحة من مصادرها الموثوقة خصوصا" ان سماع الاخبار التي تخص ارتفاع الاصابات أو حالات الوفاة تزيد من حدة المخاوف بالدماغ وبالتالي يقوم الدماغ بعكسها على الجسد بصورة امراض عضوية أو نفسية وكما قال رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم لا افراط ولا تفريط .